من أفريقيا بدأت الحكاية، حيث جاء من السنغال المغني ديان آدامس محملاً برسائل إنسانية، غنى للأطفال وأهدى صوته للحرية. تلاه عرض بوركينا فاسو الذي مزج إيقاعات الكورا والدجمبي والبلافون في ملحمة موسيقية جسدت الفرح والحزن معًا، واختتم برقصة العصا والسيف التي رفعت علم الحرية عاليًا.
من البلقان إلى قرطاج:
من البلقان، قدم معهد بلغراد للرقص والغناء الصربي رقصة “كولو” الشهيرة، حيث تشابكت الأيادي وتسارعت الخطوات على أنغام القيثارة، بينما امتلأت الشاشة الخلفية بصور قلعة بلغراد ومعالمها التاريخية.
الهند قلب السهرة وألوان راجستان:
ثم جاءت اللحظة التي انتظرها الجميع: عرض الهند. من قلب راجستان، تقدم الطبل الهندي الكبير في الأعلى يقود فرقة موسيقية تقليدية، بينما في الأسفل انطلقت راقصتان بزي “شانيا شولي” المطرز بألوان زاهية، يحركانه بمهارة ليصبح جزءًا من الرقص.
على وقع الإيقاعات المتسارعة، تنوعت اللوحات بين باتي وباغارو، حيث امتزجت الطاقة الجسدية بجمال الأزياء في عرض احتفى بالحياة كما لو كان مهرجانًا في أسواق راجستان نفسها.
ألوان مغاربية تزين الركح:
من تونس، صعدت “طوايف غبنطن” – المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي – بلباس أبيض وأوشحة حمراء، مقدمة رقصات الجنوب الساحرة. ليلحق بها المزود الليبي ممزوجًا بإيقاعات الطبل في لوحات فرح وحكايات الطوارق. ومن الجزائر، عزفت فرقة تيفاست للشاوية ألحانًا التقت مع أهازيج النساء في الشمال التونسي، مؤكدة أن الموسيقى لا تعرف الحدود.
إيقاعات المشرق العربي:
من العراق، حملت فرقة دار الأزياء الجمهور عبر التاريخ بملابس الملوك والتيجان المطرزة والخط العربي، على أنغام المجوز والهجع والجورجينا والجوبي. ومن مصر، جاءت لوحة التنورة الصوفية بدورانها الساحر الذي لامس الروح.
فلسطين ختام بثورة على الإيقاع:
خُتمت السهرة على وقع الدبكة الفلسطينية الثائرة، حيث دخلت فرقة الكوفية على أنغام “عاشوا الفلسطينية” لمحمد عساف، لتجعل الأرض تهتز تحت أقدام راقصيها، في مشهد جسّد الحرية وذاكرة شعب الجبارين.
ليلة لا تنسى:
كانت ليلة فنية نادرة، امتزجت فيها الألوان واللغات والإيقاعات، لتؤكد أن الفلكلور ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل حياة نابضة تتجدد في كل عرض، وفي كل خطوة على ركح قرطاج.
نادرة الفرشيشي
زر الذهاب إلى الأعلى