نشر الاستاذ منير بن صالحة تدوينة عبر حسابه الشخصي في شبكة التواصل الاجتماعي وهذا ما ورد فيها:
تونس اليوم تعيش لحظة فاصلة من تاريخها. لحظة تتجاوز حدود السياسة اليومية لتصبح معركة وعي وكرامة. في قصر قرطاج،
لما التقى أمس رئيس الجمهورية برئيسة الحكومة، لم يكن الأمر مجرّد استعراض لمشروع قانون مالية أو وضع بعض المرافق العمومية، بل كان حديثًا عن معنى الدولة نفسها: عن سيادة القوانين، وعن مكانة الشعب الذي أثبت أنه وحده الصوت الأعلى، مهما ارتفعت الضوضاء من الداخل أو من الخارج.
الرئيس ذكّر بأنّ هذه المرحلة ليست عابرة، بل هي امتحان حقيقي: امتحان يفرز من يقف مع الشعب ومطالبه الشرعية في الشغل والحرية والكرامة، ومن يختبئ وراء الشعارات فيما قلبه مشرذم وروحه غريبة عن نبض الوطن.
إنها ليست حرب تصفية حسابات كما يروّج البعض، بل معركة استرجاع الحق. حق هذا الشعب في أمواله، في مؤسساته، في قراره الوطني. فلا تسامح مع من يعبث بمال التونسيين، ولا سماح لمن يحاول أن يحلّ محل الدولة أو يستبدل شرعيتها بشرعية الزبونية أو النفوذ.
ومن قلب هذه اللحظة التاريخية، يعلو نداء الإصلاح: إعادة هيكلة الإدارات التي استهلكت نفسها ولم تعد تجدي، واستبدال كل من قصّر ولم يفهم أن تونس تخوض معركة تحرر وطني جديدة. قد يفتقر بعض الشباب إلى الخبرة، لكن في عروقهم نار الوطنية، وبها وحدها تُبنى الأوطان.
إنها معركة وعي، لا معركة مناصب. معركة استعادة الدولة، لا مجرد إدارة شؤونها. والتاريخ، كما كان دائمًا، لا يرحم المتخاذلين ولا يُنصف إلا من آمن بشعبه وسار معه حتى النهاية.
مسارات
بن صالحة
(بقلم بن صــــالــــحــــــــــة )
