أغلب الأشخاص يلجأون للتدخين كأداة للهروب من ضغوط الحياة اليومية، وذلك يعود لتأثير مادة النيكوتين التي تؤثر على الحالة المزاجية، اعتقادًا منهم أنها تساعدهم في التخلص من التوتر والحزن، ولكن كما للتدخين آثار سلبية على صحة القلب والرئتين وقد يؤدي إلى الوفاة في أحيان كثيرة، فإنه أيضًا يعرض الصحة النفسية للخطر.
تأثير التدخين على الصحة النفسية
يعمل التبغ على زيادة إفراز بعض المواد في الدماغ التي يعتاد عليها الجسم، لذا أغلب المدخنين يظنون أن السجائر تعزز من تحسن المزاج والصحة النفسية والعقلية، ولكن في الحقيقة أن بدونها وعند انقطاعها أو زوال مفعولها يشعر الشخص بالانزعاج والقلق، ما يصل لحد الإدمان.
جميع الدراسات الأمريكية والبريطانية أثبتت أن التدخين يؤثر في الأفكار والمشاعر والتعاملات الإنسانية، ويعمل على الإصابة باضطراب ثنائي القطب والاكتئاب وارتفاع مستويات القلق والانفعال والغضب، فبحسبما قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، في تصريحاته لـ«الوطن»، إنه وفقًا للإحصائيات ترتفع معدلات التدخين بين أصحاب الأمراض النفسية عن الذين لا يعانون من أي حالة نفسية، ونسبة المدخنين في إنجلترا من الذي يعانون من اضطراب نفسي واحد على الأقل وصلت إلى 30%، إلى جانب أن المدخنين يرتفع لديهم معدل التدهور المعرفي والإصابة بالخرف ونوبات الهلع واضطراب ما بعد الصدمة ويتحولون إلى أشخاص عدوانيين وسهل إثارتهم واستفزازهم، وأشار إلى أن التدخين لفترة طويلة من الممكن أن يؤدي إلى الوفاة.
الإقلاع عن التدخين وتأثيراته النفسية
الإقلاع عن التدخين ليس سهلًا ولكنه يستحق لعيش حياة صحية أكثر هدوءًا وبلا اضطرابات نفسية حادة، والشعور بالفخر والإنجاز نتيجة السيطرة والتحكم في النفس والتغلب على الإدمان، وينصح استشاري الصحة النفسية بتبديل التدخين بعادات صحية كالتمارين الرياضية وتدريبات التنفس والتأمل والأنشطة الترفيهية المختلفة التي تقلل التوتر والاستغناء عن الإرث الثقافي الخاطئ من أفكار قديمة مغلوطة وليس لها أساس من الصحة، والتي تتضمَّن تقليد الشخصيات الدرامية وأن التدخين لا يؤثر نفسيًا بالسلب، وأن سجائر «الفيب» أقل ضررًا وخطورة من العادية، مؤكدا على أهمية دعم الأهل والأصدقاء من المدخنين وغير المدخنين لتشجيعك على الالتزام وتهيئة الجو المناسب والخالي من الضغط والإزعاج، كما يمكن استشارة الطبيب لمساعدتك في تقليل أعراض الانسحاب حتى المرور من هذه الفترة بسلام.
زر الذهاب إلى الأعلى