كتب الصحافي كارم الشريف
الاعتداء على تمثال أحد أهم اعلام الفكر والابداع في تونس المفكر التونسي الإنساني الطاهر الحداد في مسقط رأسه بالحامة / قابس.. تعمد عدد ممن عميت عقولهم وبصيرتهم من خفافيش الظلام وغربان الرجعية منذ ساعات الى القيام بإعتداء سافر ومنحط ودنيء وسافل واجرامي، تمثل في تشويه تمثال المفكر والشاعر والمصلح الاجتماعي التونسي الطاهر الحداد وسط مدينة الحامة يحدث هذا في الذكرى التسعين على وفاته التي هي طبعا ليست من اهتمامات وزارة الثقافة المفلسة انسانيا وابداعيا وثقافيا وفنيا، التي لازمت الصمت المريب ولم تندد بما حدث كما لو ان الأمر لا يعنيها (حتى لا أقول الدولة).. وطبعا لن أتحدث عن اتحاد الطبوبي… وكأن قدر الحداد محرر المرأة التونسية واحد أهم رواد الاصلاح الاجتماعي ليس في الوطن العربي فقط بل عالميا والمدافع عن حقوق العمال والمطالب بتعليم عصري ان يتم الاساءة إليه واغتياله حيا وميتا، ماديا ومعنويا ورمزيا تحت انظار وصمت الجميع ان ماتعرض له تمثال الطاهر الحداد يكشف مرة أخرى عن بؤس الوضع الثقافي والفكري والحضاري والرسمي في تونس، بما ان فظاعة وشناعة ما حصل لم تثر فيهم أي ردة فعل؟؟! …
مات الطاهر الحداد المحرر الحقيقي للمرأة التونسية والمدافع الشرس عن حقوق العمال قهرا وظلما وصغيرا … من اجل تونس حرة ومشرقة ومشعة..
رحم الله الطاهر الحداد واسكنه فسيح جناته… كان رجلا بحجم وطن … والاوطان لا حجم لها … لأنها هي القلوب …
الوطن لن يتخلى عن الوطنيين والاحرار … سيعلي من شأنهم ويمجدهم ويخلدهم هذا اكبر دروس التاريخ (كلمة وطنيون تغني عن كل الاوصاف والنعوت .. لا وجود لوطنيين صادقين ووو … )؟
