Centered Iframe
منوعات

تحذير علمي جديد.. استهلاك المحليات الصناعية يضعف أداء الدماغ بوضوح

في الوقت الذي يلجأ فيه ملايين الأشخاص حول العالم إلى المشروبات الغازية المخصصة للحمية والمنتجات «الخالية من السكر» باعتبارها بديلاً صحياً، كشفت دراسة طبية حديثة عن جانب مقلق، حيث وجدت أن الاستهلاك المنتظم للمحليات الصناعية قد يرتبط بزيادة خطر التدهور المعرفي وتسريع شيخوخة الدماغ، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى أمان هذه البدائل المنتشرة في الأسواق.

استهلاك المحليات الصناعية يضعف أداء الدماغ بوضوح

قال الدكتور محمد الحوفي، أستاذ علوم التغذية بجامعة عين شمس، في تصريحات لـ«الوطن»، إن المحليات الصناعية لها استخدامات كثيرة جداً، أبرزها في المشروبات الغازية بأنواعها المختلفة، والشوكولاتة، والكيك، ومعظم الأغذية الخاصة بالريجيم، وأوضح أن بعض هذه المواد مسموح به من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA»، بينما يشكل البعض الآخر خطورة، مثل مادة «الإسبارتام» التي طالبت منظمة الصحة العالمية بتوخي الحذر منها، لاحتمال تسببها في السرطان على المدى الطويل أو إثارة الحساسية لدى الأطفال، وهناك تخوفات كثيرة منها تأثيرها على صحة الدماغ، «من أضرارها أنها ممكن تسبب للأطفال تأخر في النمو العقلي، علشان كدا لازم نشوف المكونات الموجودة على العبوة، لو فيها إسبرتام نقلل منها شوية، هناك بدائل أخرى ومتاحة».

وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة «Neurology» التابعة للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، تبين أن الاستهلاك المرتفع لبعض المحليات الصناعية، بما يعادل عبوة واحدة يومياً من المشروبات الغازية المخصصة للحمية، قد يرتبط بتراجع ملحوظ في القدرة على التذكر واستدعاء الكلمات، مقارنة بمن يستهلكون كميات ضئيلة جداً منها.

وقالت الدكتورة كلوديا كيمي سويموتو، أستاذة طب الشيخوخة ومديرة بنك الدراسات الخاصة بالشيخوخة في كلية الطب بجامعة ساو باولو في البرازيل:«الأشخاص الذين استهلكوا أكبر قدر من المحليات منخفضة أو عديمة السعرات، أظهروا تراجعًا معرفيًا أسرع بنسبة 62% مقارنة بمن استهلكوا أقل كمية، أي ما يعادل تقدّم الدماغ في العمر بمعدل 1.6 عام إضافي».

وأوضحت «سويموتو» أن الدراسة رصدية، وبالتالي لا يمكن الجزم بأن المحليات الصناعية تسبب التدهور المعرفي بشكل مباشر، لكنها أشارت إلى ارتباطها بمسارات معرفية أسوأ على المدى الطويل.

أما الدكتور توماس هولاند من جامعة «روش» في شيكاغو، فكتب في افتتاحية مرافقة للدراسة أن الاعتقاد الشائع بأن هذه المحليات بديل آمن للسكر قد يكون مضللاً، خاصة مع انتشارها في منتجات تُسَوَّق على أنها أكثر صحة.

رد الجمعية الدولية للمحليات

شارك في البحث نحو 13 ألف برازيلي تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عاماً، ضمن دراسة طويلة المدى لصحة البالغين، وجُمعت بيانات غذائية للمشاركين في بداية الدراسة، وأُجريت لهم اختبارات معرفية ثلاث مرات على مدى ثماني سنوات تقريباً، شملت تقييم الذاكرة، والطلاقة اللفظية، وسرعة المعالجة.

من جانبها، أكدت الجمعية الدولية للمحليات (ISA) في تصريحات لشبكة CNN، أن المحليات وسيلة آمنة وفعالة لتقليل استهلاك السكر والسعرات الحرارية، وهو ما تعتبره هدفًا أساسيًا للصحة العامة لمكافحة السمنة والسكري من النوع الثاني، مشيرة إلى أن سلامتها تمت مراجعتها وتأكيدها مرارًا من قبل الهيئات الصحية العالمية الكبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى