في بادرة هامة منه حوّل الاعلامي محمد الماطري صميدة رحلته إلى أندونيسيا الى كتاب بعنوان”آيام في بالي”رأى النور هذه الايام ليأخذنا من خلاله مؤلّفه وعبر ما خلد بذاكرته من هذه الرحلة الثقافية والادبية والسياحية الى منطقة مهمة بالشرق الاسيوي ويفتح لنا من خلال كتابه هذا”نافذة مشرعة على واحدة من أجمل جزر إندونيسيا وأكثرها ثراء بالروح والتاريخ”على حدّ قوله.
ويتميّز هذا الكتاب بخروجه عن المعهود والكلاسيكي في أدب الرحلة والذي يقوم أساسا على الوصف لتتحوّل الرحلة الى مغامرة في عمق المكان حيث تتحوّل تفاصيل السفر إلى “حكايات نابضة…والصور العابرة إلى مشاهد إنسانية خالدة”
وهذا الكتاب يأخذنا في تجربة جديدة على عكس المعتاد من خلال لقاء بين المتوسط وشرق آسيا بما فيهما من تمازج بين الطبيعة البكر والروح الباحثة عن المعنى
والكتاب هو عبارة عن حوار صادق بين الكاتب وأرض تفيض بالجمال والسكينة حيث المعتقد يلتقي بالأسطورة والابتسامة تصبح لغة عالمية
ويحضر الاسلوب الذي عرف به مؤلّف الكتاب والذي يجمع بين نقل الحدث بطريقة اعلامية وصحفية وتدفق المشاعر الخاصة بالمؤلّف في أسلوب أدبي حالم وراق وفيّاض ومتدفق بمشاعر الإبهار بالجمال الطبيعي والتميّز الانساني ليجد القارئ نفسه في حضرة نص يمزج بين أدب الرحلة ونصاعة التأمل.
ويكتسي هذا الإصدار حسب مؤلّفه”بعدا رمزيا خاصا، إذ جاء بدعم وتشجيع من سعادة سفير جمهورية إندونيسيا بتونس، السيد زهيري مصراوي،الذي كان خير سند وداعم للمبادرات الثقافية التي تبني جسورا صلبة بين الشعبين التونسي والإندونيسي…فجاء الكتاب ليعكس أيضا هذا التقارب الإنساني والحضاري، وليؤكد أن الأدب يمكن أن يكون سفيرا بحد ذاته”
وهكذا يؤكّد الكتاب ان صاحبه يعتبر “الكتابة ليست فقط تسجيلا للذاكرة…بل فعل حبّ ورغبة في مشاركة القارئ متعة الاكتشاف وجمال الاختلاف”
وفي النهاية فان هذا المؤلّف يبطن دعوة مفتوحة للاحتفاء بالحياة، والإيمان بقيمة الثقافة كجسر بين الشعوب وهو ما يغري بالتمتّع بلذة قراءته على طريقة رولان بارط.
منصف كريمي
زر الذهاب إلى الأعلى