Centered Iframe
أخبار عالمية

صراخ وشتائم.. كواليس الاجتماع بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض

لم يتسم اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة الماضي في البيت الأبيض بالهدوء، إذ سادت عليه أجواء التوتر والصراخ بل وصل الأمر إلى حد إطلاق الشتائم.

هذا ما قاله مسؤولون مطلعون على الاجتماع لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، مشيرين إلى أنه وسط صراخ وشتائم، ألقى ترمب خرائط أوكرانيا لساحة المعركة جانبًا وضغط على زيلينسكي لتسليم منطقة دونيتسك لروسيا.

وحذر الرئيس الأمريكي، الذي تحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل وقت قصير من استضافته لزيلينسكي، من أن بوتين “سيدمر” أوكرانيا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام.

ويطالب الرئيس الروسي بانسحاب الجيش الأوكراني من المنطقة الشرقية الحيوية كشرطٍ مسبقٍ لتحقيق السلام، في حين تعتبر كييف استسلام دونيتسك خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه. وترفض الأخيرة منذ وقتٍ طويل التنازل عن هذه الأراضي التي عجزت موسكو عن السيطرة عليها رغم القتال المستمر منذ أكثر من 3 سنوات.

ولا تزال كييف تسيطر على ربع مقاطعة دونيتسك تقريبًا، التي تُشكل جزءا مما يُسمى بـ”الحزام الحصين”، وهو سلسلة من المدن شديدة التحصين التي تمنع روسيا من التقدم السريع غربًا نحو العاصمة الأوكرانية، وفق صحيفة “التلجراف” البريطانية.

وحظي هذا المطلب بدعم من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي كان من بين أولئك الذين حثوا أوكرانيا بقوة على التخلي عن دونيتسك، مدعيًا أن المنطقة، وكذلك لوجانسك، تضم عددًا كبيرًا من السكان الناطقين بالروسية، بحسب الصحيفة ذاتها.

وصرح مصدر لوكالة “رويترز”، أن ترامب قدم هذا الاقتراح بعدما قال زيلينسكي خلال الاجتماع إنه لن يتنازل طواعية عن أي أراضٍ لموسكو. ويسعى الرئيس الأمريكي جاهدًا إلى تأمين اتفاق سلام آخر بعد نجاح تدخله في الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

ولكنّ نفى الرئيس الأمريكي أن يكون اللقاء مع نظيره الأوكراني قد تحول إلى صراخ، ووصفه بأنه “ودي”. وفي عودته إلى واشنطن يوم الأحد، قال ترمب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، إن الجانبين “يجب أن يتوقفا عند الخطوط التي هما عليها، خطوط القتال”، ودعا إلى وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة الحالي.

وعندما سُئل عما إذا كان قد أبلغ الرئيس الأوكراني بضرورة التنازل عن كامل منطقة دونباس، أجاب ترمب بالنفي، وقال: “دع الأمر يُقطع كما هو. لقد تم تقطيعه الآن. أعتقد أن روسيا استولت بالفعل على 78% من الأراضي”.

وغادر الرئيس الأوكراني البيت الأبيض “في حالة من المرارة”، بحسب وصف “التلجراف”، بعدما خاب أمله في أن يُصرّح ترامب بتسليم صواريخ “توماهوك” بعيدة المدى إلى كييف.

وقال زيلينسكي لشبكة “إن بي سي” نيوز يوم الأحد: “لا أعرف الحوار بين ترامب وبوتين”، مضيفًا أنه يعتقد أن صواريخ توماهوك يمكن أن تضغط على موسكو للدخول في مفاوضات سلام جادة.

لكن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، قال إن ترامب لم يتخذ قرارًا بعد بشأن توفير صواريخ توماهوك لأوكرانيا، مضيفًا: “من المؤكد أن الرئيس يستمع الآن إلى هذا الطلب من الأوكرانيين”.

وعلق المستشار الألماني فريدريش ميرز، يوم السبت، على الزيارة، قائلًا إنها “لم تسر كما كان يأمل زيلينسكي”.

وفي الأشهر الأخيرة، تأرجح ترامب بين المواقف الروسية والأوكرانية، وكثيرًا ما أبدى تفاؤله بشأن فرض عقوبات أو ممارسة المزيد من الضغوط العسكرية على موسكو بعد مكالمات هاتفية مع الرئيس الروسي.

وقال ترمب لزيلينسكي في الأمم المتحدة الشهر الماضي، إن أوكرانيا في وضع يسمح لها بالفوز في الحرب، ورفض موسكو باعتبارها “نمرًا من ورق” قبل مكالمته الهاتفية مع بوتين في 16 أكتوبر الجاري.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست خلال الأسبوعين المقبلين في محاولة لإحراز تقدم في التوصل إلى اتفاق سلام. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه مستعد للانضمام إلى الاجتماع إذا تمت دعوته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى