Centered Iframe
ثقافة وفنون

نهائيات “أقرأ” … حين تلتقي الحكايات على عتبة الحلم

بين أكثر من 192 ألف مشارك تقدّموا إلى النسخة العاشرة من مسابقة “أقرأ”، التي ينظمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، مبادرة أرامكو السعودية، يصل ستة قرّاء من خمس دول عربية إلى النهائيات، يحمل كلٌّ منهم تجربة تُشبه صفحة من كتاب طويل. وفي هذه الرحلة، تبرز أربع حكايات تُضيء الطريق، كل واحدة منها تسير بخطٍ مختلف، لكنها تجتمع في معنى واحد: أن القراءة قادرة على تغيير مسار الإنسان بهدوء لا يُنسى.

من الرغبة في الفهم… إلى المعرفة والنقد

بدأت علاقة عبد الإله البحراني (السعودية) بالقراءة حين كانت مكتبة والدته ملاذًا يبحث فيها عن معنى للحياة؛ كان كما يصف مسكونًا بالأسئلة، بينما كانت الكتب الأداة الأولى التي منحته القدرة على تشكيل المعرفة والتحليل والنقد. قبل عشرة أعوام، حضر حفل “أقرأ” كمتلقٍ، ورأى أمامه كيف يمكن لإثراء أن تُنير الطريق لكل صوت يستحق أن يُسمع، ومن حينها تمنّى أن يكتب نصًا يسلّط الضوء على شخصية تركت أثرًا في تاريخ الشعر.

وفي فترة مسابقة أقرأ، وجد نفسه أمام قرّاء يحمل كلٌّ منهم تجربة حياة كاملة. كل مكتبة شخصية التقاها كانت توسّع ذائقته، وتعيد تشكيل فهمه للقراءة. الحوار اليومي مع عشرات العقول جعله يرى المعرفة كمساحة مشتركة، لا كفعل فردي.

واليوم، كما يصف، لا يرى مسابقة “أقرأ” محطة عابرة، بل بداية طريق يريد أن يكون جزءًا منه، لا متفرجًا على أطرافه. فقد منحته التجربة مهارة صياغة الفكرة بصدق، لتصبح الكلمة مرآةً تعكس ما يفكّر فيه حقًا….. وهي مهارة يعرف أنها سترافقه أينما اتجه.

حين يتحول الخوف إلى خطوة أولى

استهل يونس البقالي (المغرب) علاقته بالكتب في طفولته، في بيتٍ امتلأ بالمعرفة حتى صارت القراءة عادة لا تنفصل عن يومه، وعندما سمع عن “أقرأ”، لم يتعامل معها كمسابقة؛ كانت بالنسبة له فرصة ليتأكد من شيء ظل يشعر به طويلًا: أن القراءة يمكن أن تقوده لأبعد مما يظن. ومع كل مرحلة، واجه توتره وخجله وضعف ثقته. لكنه اكتشف أن الكتاب الذي رافقه سنوات كان يخفي قوة لم يعرفها إلا الآن. فتح له أبوابًا على ثقافات جديدة، وسمح له أن يرى نفسه بطريقةٍ مختلفة. لم تكن “أقرأ” محطة عابرة في طريقه؛ كانت منعطفًا هادئًا يعيد ترتيب الداخل، ويُعيد إليه قدرًا من السلام والفهم.

البحث عن مساحة تكفي الأسئلة

لا تتذكر سارة بن عَمّار (المغرب) متى بدأت القراءة، لكنها تتذكر جيدًا اللحظة التي شعرت فيها أن الحياة تضيق عن أسئلتها. كانت بحاجة إلى هامش أكبر من اليوم المعتاد، ولم تجد هذا الاتساع إلا في الكتب؛ هناك، بين السطور، كانت الأشياء تُرى بوضوح أكبر. وفي مسابقة أقرأ، تعلّمت أن القراءة ليست ابتعادًا عن العالم، بل اقترابًا منه بشكل مختلف، صارت بالنسبة لها طريقة لتفهم ذاتها أكثر، ولتقترب من الحياة بعيونٍ أكثر اتساعًا، كل كتاب فتح لها نافذة، وكل مرحلة في المسابقة جعلتها أكثر رغبة في أن تتغير نحو الأفضل.

فضول قاد إلى يقين

باشرت حكاية أمين شعبان (تونس) بخطوة واحدة، بدافع الفضول. لم يتوقع أن يجد نفسه وسط مئتي ألف مشارك، لكنه أدرك سريعًا أن الرقم الكبير لا يحدّ من حلمٍ صغير إذا وُضع في المكان الصحيح، وحين وصلته رسالة القبول، أحس وكأن طريقًا لم يكن يراه قد انكشف أمامه. ومع الانتقال من مقابلة إلى أخرى، كانت ثقته تتبدل. لم يعد يشارك فقط، بل يتقدّم بثبات لا يشبهه من قبل، وحين أصبح بين الخمسين… ثم بين الستة المرشحين، عرف أن الأمر أكبر من منافسة، لقد كان يتقدم نحو نفسه، لا نحو منصة التتويج فقط. اليوم، وهو يستعد لصفحة قادمة في رحلته، يعرف شيئًا واحدًا: القراءة أخذت بيده مرة… وستفعل ذلك كل مرة.

عندما يجتمع الشغف في مكان واحد

في كل نسخة من مسابقة أقرأ تظهر عقول جديدة، تحمل ما هو أبعد من مجرد حب القراءة، وتكشف هذه الحكايات الثلاث عن صورة أكبر؛ صورة تُظهر كيف يمكن للكلمة أن تفتح أبوابًا لم تكن مرئية، وأن تمنح الإنسان طريقة جديدة لرؤية العالم من حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى