ترفّعت على الرد على هذه الفئة الضالة ايمانا مني بان مستقبل الاعلام الحر لن يكون معها:
شهدت الساحة السياسية والاجتماعية اخر الاسبوع تطورات مؤسفة تعلقت بايقافات شملت وجوها اعلامية عقبتها عملية مداهمة لدار المحامي من اجل انفاذ بطاقة جلب ضد اعلامية مطلوبة للعدالة (الصورة على اليسار).
عندما طرح علي العديد من الاصدقاء والانصار سؤالا حول موقفي من هذه التطورات اغتنمت هذه المناسبة للتنويه بجملة المبادئ الاساسية التي تحكمني في التعاطي مع هكذا صنف من الاشكاليات:
1) أن حرية التعبير والتفكير والمعتقد والتنظم اركان اساسية في النظام الديمقراطي لا تقبل التصرف بالزيادة او النقصان الا بما يتصل بالحالات القصوى التي تتهدد الامن القومي كاوضاع الحرب. على أن حرية التعبير والتفكير والمعتقد تبقى محددة ومشروطة بضوابط المسؤولية اي بما لا يمس حقوق الاخرين وبما لا يضر بالامن القومي.
وبالفعل ليس الثلب والشتيمة والتبخيس والترذيل بالاشكال المعبرة على حرية التعبير باي صفة من الصفات.
2) بقدر اسفي للتطورات الاخيرة التي شهدتها الساحة السياسية والاعلامية، بقدر تنديدي باشكال اللامهنيه التي برزت من خلال المنابر الاعلامية السنوات الاخيرة والتي افضت الى شكل من اشكال البلطجة والعنف الرمزي والمعنوي حيث نصبت بعض الوجوه الاعلامية نفسها كسلطة للحكم والتقدير والتصنيف للشخصيات السياسية وجعلت بعض المنابر كنائس ومحاكم تفتيش تمنح صك غفران لهذا وتقضي بالاعدام السياسي لذاك.
ولقد كنت شخصيا ضحية هذه الممارسات اللامهنية والرخيصة والمتعفنة حيث سعى البعض من المحسوبين على الاعلام الى التبخيس والحط من معنوياتي في غيابي ودون انجاز البحث والتحقيق الاعلامي المناسب للحديث عن ترشحي وعن شخصيتي وعن مسيرتي … (الرابط على الصورة ادناه)
ولقد ترفعت على الرد على هذه الفئة الضالة ايمانا مني بان مستقبل الاعلام الحر لن يكون معها.
3) ان التنوع الاعلامي واختلاف اتجاهات الراي داخل النخبة امر ضروري وظيفيا من اجل مجتمع متقدم منفتح على الافكار لكن التجربة اكدت اننا نحتاج لامرين:
– هيئة عليا للاتصال السمعي والبصري للاعلام والاعلام المكتوب لتاطير المشهد ومراقبة اداء المؤسسات الاعلامية ويمثل كل المتدخلين في القطاع من اصحاب المؤسسات والنقابات وسلطة الاشراف (رئاسة الحكومة) ومن يمثل السلطة التشريعية
– فتح المجال لحرية انشاء وبعث المؤسسات الاعلامية ورفع الحواجز والمعطلات الادارية والقانونية التي تحول دون ذلك.
ان الازمات مناسبات للنظر الى المستقبل ولبناء ما من شانه ان يكون مصعدا لحالة ارقى. فالاعلام في فهمي للاشياء جزء من امننا القومي وبقدر حريته والتزامه بروح المسؤولية تكون مناعة راينا العام وحصانته من الاختراقات الخارجية غير البريئة والسامة.