قال مسؤول أمني سوري متمركز خارج القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية إن طائرة شحن روسية غادرت القاعدة متجهة إلى ليبيا، اليوم السبت. وأضاف المسؤول المتمركز عند بوابة القاعدة لوكالة «رويترز» للأنباء أن من المتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية من قاعدة حميميم الجوية في الأيام المقبلة.
وفي وقت سابق قال الكرملين إن تركيزه منذ سقوط نظام بشار الأسد ينصب على ضمان أمن قواعده العسكرية في سوريا وبعثاته الدبلوماسية.
وكانت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة «ماكسار» بعد الإطاحة بنظام الأسد مطلع الأسبوع الحالي أظهرت أن روسيا تجمع فيما يبدو عتاداً عسكرياً في قاعدة جوية بسوريا.
وتُظهر الصور التي التقطت، أمس (الجمعة)، ما يبدو أنهما طائرتان من طراز «أنتونوف إيه إن – 124»، إحدى كبرى طائرات الشحن في العالم، ومقدمتهما مفتوحة بقاعدة «حميميم» الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية.
وقالت «ماكسار» إن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، مركز الإصلاح والصيانة الوحيد لروسيا في البحر المتوسط، «ما زالت دون تغيير إلى حد كبير منذ تغطيتنا للصور في 10 ديسمبر مع استمرار رصد فرقاطتين قبالة سواحل طرطوس».
وفي السياق، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره لندن، إن طائرات الشحن الروسية في حميميم والبواخر في مرفأ طرطوس نقلت عبر دفعات الرعايا الروس والضباط والأفراد في القوات الروسية على دفعات منذ ما قبل فرار بشار الأسد، فيما لا تزال تنقل الآليات العسكرية والجنود.
كان «المرصد السوري» قد ذكر أمس الجمعة أن القوات الروسية بدأت بالانسحاب من منطقة حسياء جنوب حمص باتجاه المدينة، لتتجمع في قاعدة حميميم بريف اللاذقية. وفي سياق متصل، تم رصد رتل يضم نحو 250 مركبة، يحمل أفراداً من جنسيات مختلفة، بينهم روس وبيلاروس وكوريون، إضافة إلى شخصيات من بعض السفارات.
وتحرك الرتل من دمشق باتجاه قاعدة حميميم تحت حماية مباشرة من «هيئة تحرير الشام»، التي أكدت أنها لن تسمح بالتعرض له خلال مروره ضمن مناطق سيطرتها. كانت روسيا قد نشرت قواتها في عام 2015 في سوريا لدعم نظام بشار الأسد في مواجهة فصائل المعارضة.
ومنحت روسيا، حليفة الأسد منذ فترة طويلة، الرئيس السوري المخلوع، اللجوء، الأسبوع الماضي، بعد مساعدته على الفرار من بلاده مع اقتراب قوات المعارضة من دمشق.
وقالت موسكو إنها تأمل في الحفاظ على قاعدتيها في سوريا، وهما قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية وقاعدة بحرية في طرطوس، من أجل مواصلة الجهود ضد ما وصفته بالإرهاب الدولي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف يوم الخميس إن الاتصالات مع اللجنة السياسية لـ«هيئة تحرير الشام» في سوريا «تسير بشكل بناء».