فتحت الإذاعة الوطنية والتلفزة الوطنية أبوابها لكل من هب ودب من أشباه خبراء ومحللين يقدمون انفسهم بمحللين سياسيين ولا صلة لهم بعلوم السياسة ولا التحليل ولم يكتبوا مقالا علميا ولا دراسات سياسية أو استراتيجية ولا شيء.. هؤلاء المتحيلون أصحاب المال استغلوا شبكة علاقاتهم مع صحفيين فقراء الفكر والحال، وقد احتلوا المنابر الإعلامية وبثوا خطابات ضمن مخططات أجنبية تتدخل في شؤون الدولة وتحاول السيطرة على الشعوب وحرية إبداء الرأي وحق الإختلاف وحق تقرير المصير..
وقد انتهك عدد من الإعلاميين في وسائل إعلام عمومية وحتى الخاصة اخلاقيات المهنة الصحفية التي يتشدقون بها وتمردوا على ميثاق الشرف الصحفي وتحصلوا على هبات ورواتب هامة من جمعيات ومنظمات تابعة لشبكة جمعيات مدنية في تونس وممولة من الخارج.
وكما احتل أشباه الخبراء الإقتصاديين المشعوذين وسائل الإعلام العمومية والفضاء العام بالتعاون مع شبكة من علاقات لشركات اتصال اخترقت الإعلام التونسي بالمال الفاسد بالتعاون مع رجال اعمال وشخصيات سياسية سابقة.
ومازالت وسائل الإعلام العمومية رهينة الخطاب الرجعي الموالي للعشرية السوداء ولم تدخل بعد الثورة لجحور كارتالات الفساد الإعلامي ولوبيات أجنبية نافذة سيطرت على مربعات هامة في الفن والثقافة والإعلام والسياحة.
ويبدو أن المشهد الإعلامي يزداد قاتمة وأزمة مصطنعة تقودها ماكينات قذرة وبقايا العشرية السوداء التي تتخبط على أسوار السفارات والمنظمات الأجنبية الموالية للصهيونية.
ودعا مراقبون من رئاسة الجمهورية للتدخل العاجل لفك الحصار على وسائل الإعلام الوطنية والصحفيين الشرفاء وتطهير المؤسسات الإعلامية ومكافحة الإثراء الفاحش الذي يلاحق إعلاميين كبار والتدقيق في ممتلكات صحفيين وإعلاميين تمعشوا من العشرية السوداء وتحولوا إلى أثرياء وأصحاب شركات خفية وعقارات وفيلات وسيارات فخمة.
كتبه: توفيق العوني
زر الذهاب إلى الأعلى