تؤدي وزيرة الشؤون الخارجية الأندونيسية، ريتنو مرصودي، زيارة عمل الى تونس اليوم الخميس 21 ديسمبر 2023، تلتقي خلالها كبار المسؤولين التونسيين، حيث ستجري جلسة عمل مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة و التونسيين بالخارج لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بما في ذلك التعاون الاقتصادي وتطوير المبادلات التجارية خاصة في مجال الفسفاط والمنتوجات الغذائية، فضلا عن التعاون في مجالي السياحة والتعليم العالي.
وتتنزل هذه الزيارة في اطار دفع العلاقات العريقة والمتينة بين البلدين التي تعود جذورها الى حقبة ما قبل الاستقلال من خلال توافق رؤى البلدين ضمن حركة دول عدم الانحياز والتي تعززت بتواتر زيارات الرؤساء الاندونيسيين السابقين الى تونس: الرئيس سوكارنو سنة 1964، الرئيس سوهارتو سنة 1993 والرئيسة ميجاواتي سوكارنو بوتري سنة 2003.
ويتبنى البلدان نفس المواقف المبدئية والثابتة في نصرة القضية الفلسطينية وادانة الاحتلال الاسرائيلي ورفض التطبيع. وتجدر الاشارة في هذا الصدد الى أن وزيرة الخارجية الاندونيسية هي عضو فاعل في اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المنعقدة بالرياض المكلفة بالتحرك على المستوى الدولي لوقف العدوان على غزة. وتكريسا لسنة التشاور بين البلدين، تم في شهر سبتمبر 2018 التوقيع على آلية التشاور الثنائي، حيث انعقدت الدورة الاولى للمشاورات الثنائية على مستوى المديرين العامين بوزارتي الشؤون الخارجية بتونس في شهر سبتمبر 2019 .
وتعتبر هذه الزيارة ثاني زيارة تؤديها ريتنو مرصودي لتونس منذ تعيينها على رأس الدبلوماسية الإندونيسية سنة 2014، حيث كانت قد قامت بزيارة عمل إلى بلادنا سنة 2017 على رأس وفد بلادها في أشغال اللجنة المشتركة. ومن المزمع أن يتم خلال سنة 2024 عقد اجتماع الدورة الحادية عشر للجنة المشتركة بجاكرتا وعقد الدورة الثانية للمشاورات الثنائية.
وحرصا من البلدين على تشجيع المبادلات التجارية البينية، يواصل البلدان التفاوض حول اتفاقية التجارة التفاضلية ويعملان على تفعيل مجلس الأعمال التونسي الاندونيسي. على صعيد آخر، يتوقع أن ينعكس الغاء التأشيرة بين البلدين على ازدياد عدد السياح الاندونيسيين إلى بلادنا.
تجدر الاشارة الى ان قيمة الصادرات التونسية الى اندونيسيا خلال التسعة اشهر الاولى من سنة 2023 بلغت حوالي 137 مليون دينار (تمور، حمضيات، منتجات ميكانيكية واسمدة كيماوية وفسفاط)، في حين ارتفعت الواردات الى 343 مليون دينار (قطع غيار، أجهزة الكترونية ، زيت النخيل، زيت جوز الهند).
ويسعى البلدان الى تطوير التعاون الثنائي في المجالات الامنية والدفاعية وتعزيز التبادل الطلابي، حيث تخصص تونس 50 منحة للطلبة الاندونسيين الراغبين في مواصلة دراساتهم الجامعية في المؤسسات التونسية لا سيما جامعة الزيتونة ومن المنتظر أن تتم مضاعفة عدد المقاعد المخصصة للطلبة الاندونسيين ليبلغ 100 مقعد.
ويبلغ حاليا عدد الطلبة المرسمين بجامعة الزيتونة 270 طالبا اندونيسيا وتحضى هذه الجامعة باحترام وتقدير كبيرين لدى الأوساط العلمية والدينية الاندونيسية.
زر الذهاب إلى الأعلى