أخبار وطنية

الزنايدي صام صام وفطر على بصلة

    يبدو أن توقيت ظهور وزير النظام السابق منذر الزنايدي لم يكن مدروسا بالشكل الكافي، ولم يكن في التوقيت الصحيح، بل كان في توقيت خاطئ وهدفه الأساسي ليس كسب الأصوات للإنتخابات الرئاسية المقبلة، بقدر أنه يهدف إلى التشويش على ما تبقى من عهدة الرئيس قيس سعيد الأولى، وتقليص المؤيدين للرئيس قيس سعيد في الرئاسية.

الزنايدي أخطاء مرتين، المرة الأولى انه تحدث كمترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة، ولم يطرح سوى برنامج إنتخابي هزيل وغير واضح المعالم، ولا يتضمن أي برامج ولا بدائل عن الواقع الحالي ولا حلول للأزمة الإجتماعية والمالية التي تمر بها تونس اليوم، بل طرح الزنايدي خلال ظهوره الأول في دقائق معدودة موقف سياسي شبيه بما يقع ترويجه اليوم في وسائل الإعلام، وشبيه بمواقف سياسية معارضة للرئيس قيس سعيد، ولا جديد في كلمته العابرة سوى تأكيد دعمه لقوى المعارضة في تونس ضد الرئيس قيس سعيد، وحيث يتضح فعليا أن دور الزنايدي هو شد صفوف المعارضة ومحاولة توحيدها، وهذا هو الخطأ الثاني حيث سقط قناع الزنايدي وإرتعشت يداه أمام عدسات الكاميرا وإفتضح أمره أمام كل الشعب التونسي، وسقط الزنايدي قبل دخوله غمار الإنتخابات الرئاسية، حيث يراهن الزنايدي على تقديم نفسه كمرشح وحيد للمعارضة للإنتخابات الرئاسية المقبلة، وهو يعلم أنه لا يملك أي أنصار ولا مؤيدين علما وأنه سبق وان ترشح للإنتخابات الرئاسية سابقا ولم يجلب سوى الأصفر.

خطأ الزنايدي تقديم نفسه كمرشح وحيد للمعارضة، رغم أنه كان ذكي وتلقف الفرصة السانحة لإنقسامات ضربت المعارضة هذه الأيام، وبداية الحديث عن مرشح واحد للمعارضة في الإنتخابات المقبلة، وسارع بتقديم نفسه كمرشح واحد للمعارضة.

الزنايدي يراهن على المعارضة والمعارضة لا تراهن عليه، ولا صلة بينهما ولا صلة للزنايدي بحركة النهضة رغم كل ما يقع ترديده عن علاقة الزنايدي بقيادي بارز في حركة النهضة، وعن إمكانية إطلاق الزنايدي لما يسمى بالمصالحة، حيث يعلم الجميع أن الزنايدي معادي للإسلاميين ويكره الإخوانجية وله في ذلك قصص توارثتها الأجيال والأجيال عن العنصرية والتفرقة الجهوية والمس من الحريات الدينية، وهو سياسي محسوب على اليسار المتطرف والراديكالي.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يراهن الإخوانجية على حصان أعرج حتى لو وعدوا بعبوره البحر أو وهبته لهم السماء، وسيذهب الإسلاميون جماعات وملل بين عدد من المترشحين بنسب ضعيفة، مع إمكانية إلتزام الأغلبية بموقف زعيم الحركة التاريخية راشد الغنوشي والذي سيختار إسم سيكون مفاجأة من العيار الثقيل.

الزنايدي فشل في كل شيء في حياته وقصة فشل تاريخية تدرس لطلبة العلم، بكونه ترك أقل من 200 سرير إنعاش في كامل مستشفيات تراب الجمهورية بعد توليه وزارة الصحة ودفعت تونس فاتورة فشل الزنايدي في وزارة الصحة وواجه الشعب مصيره زمن الكورونا وسقط ضحايا في صفوف شعبنا لن ننساهم أبداً، حينها كان الزنايدي في نعيم الدول الأوروبية ورفاه العيش وتطور القطاع الصحي والخدمات والرعاية الصحية، كما ترك الزنايدي أقرب رفاقه السياسيين زمن الثورة وهرب من البلاد، وهو ما سيحصل لو خسر الزنايدي غمار الإنتخابات الرئاسية حيث سيدفع هؤلاء ثمنا باهضاً عوضا عنه وتلك فاتورة دخول المعترك السياسي وأبجديات اللعبة، وسيهرب الزنايدي من البلاد حال خسارته، والسؤال الأول: هل للزنايدي شرف الرجولة بأن يدخل التراب التونسي ويغامر بنفسه لخوض غمار الرئاسية أم سيبقى يلعب بأنصاره كبيادق يحركها من وراء البحار…..

///جزء 1 ///

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى